تعريف الصوت الشيوعي للثورة الثقافية الصينية


   تعطي الشيوعية الماوية اهمية فائقة للبنى الفوقية (بالمفهوم الماركسي الكلاسيكي) من خلال التوكيد على الثورة الثقافية كضرورة لابد منها لنجاح عملية بناء الاشتراكية ومنع الردة الرأسمالية وازالة الظواهر السلبية من المجتمع الأشتراكي ،  كالبيرقراطية والمتأتية من رواسب افكار وثقافة المجتمع القديم وذلك عن طريق احداث تغير شامل في ثقافة المجتمع السائد وعملية التثقيف المتبعة فيه من طريق تبديل مناهج التدريس والكتب والمطبوعات والأعلام المرئي والمسموع والمقروء . وتستهدف الثورة الثقافية بالمفهوم الماوي ايضا القيام بعملية تثقيف شاملة للبروليتاريا تهدف الى رفع المستوى الثقافي للعمال والفلاحين الى درجة تمكنهم من أن يصبحوا قادرين على استلام مقاليد السلطة والحكم المباشر. وتمثل الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى في الصين من الناحية النظرية نتيجة مباشرة لأفكار ماو تسي تونغ حول استمرار التناقضات والطبقات والصراع الطبقي في المجتمع الاشتراكي و نظريته في الثورة الدائمة و مواصلة الثورة الاشتراكية تحت ضل ديكتاتورية البروليتاريا ، في حين تمثل من الناحية العملية حملة تطهير شاملة ضد العناصر الرأسمالية والتحريفية المندسة في الحزب والدولة والمجتمع الصيني والتي كانت تسعى لاعادة الرأسمالية الى الصين ، بهدف سحق هذه العناصر. وتوازي هذه الحملة في اتساعها حملة التطهير التي قام بها ستالين في الثلاثينات من القرن العشرين لكنها تختلف عنها في ناحيتين :

1) حملة التطهير التي قام بها ستالين كانت حملة ظالمة ذهب ضحيتها شيوعيون حقيقيون مخلصين ومواطنون سوفيياتيون شرفاء اتهمهم ستالين دون حق ..... اما الثورة الثقافية البروليتارية في الصين فقد كانت حملة عادلة موجهة ضد خونة مرتدين وتحريفيين حقيقيين ....

2) اعتمدت حملة ستالين التطهيرية على اسلوب التصفية الجسدية والاغتيالات ، في حين اعتمد ماو على سياسة النقد والنقد الذاتي والنقاش والمناظرة بهدف تصحيح الانحراف عن طريق الاقناع ولم يستعمل العنف الثوري (وهذا واحد من اهم اسباب فشل الثورة الثقافية كما يرى الصوت الشيوعي) ، بل لجأ عوضا عن ذلك الى العزل من المنصب والاقصاء عن المسؤولية ، وفي اقصى الاحوال الى الاقامة الجبرية والاعتقال كما حصل مع الخائن دينغ زياو بنغ والخائن ليو شاو تشي على التوالي والذين كان يجب اعدامهما على وجه السرعة .....

    وقد اعتمد ماو تسي تونغ في هذه الثورة الكبرى المجيدة على جماهير جديدة من خارج الحزب الشيوعي الصيني : الطلاب والتلاميذ -الذين شكلوا الحرس الأحمر- بصورة اساسية ومنذ البداية ، والعمال -الذين شكلوا المنظمات الجماهيرية- لاحقا والذين لعبوا دورا مساعدا للطلاب والتلاميذ .

 

عودة الى قسم "الثورة الثقافية الصينية"